فصل: إعراب الآية رقم (114):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن



.إعراب الآية رقم (114):

{قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنا أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ تَكُونُ لَنا عِيداً لِأَوَّلِنا وَآخِرِنا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (114)}.
الإعراب:
(قال) فعل ماض (عيسى) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الألف (ابن) نعت لعيسى مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الألف (ابن) نعت لعيسى مرفوع مثله أو بدل منه أو عطف بيان (مريم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الفتحة (اللهم) منادى محذوف منه أداة النداء مبني على الضم في محل نصب... والميم المشددة عوض من ياء النداء (ربّ) نعت للفظ الجلالة تبعه في النصب لأنه مضاف و(نا) ضمير مضاف إليه (أنزل) فعل أمر دعائي، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (على) حرف جر و(نا) ضمير في محل جر متعلق (بأنزل)، (مائدة) مفعول به منصوب (من السماء) جار ومجرور متعلق بفعل أنزل، (تكون) مضارع ناقص مرفوع واسمه ضمير مستتر تقديره هي اللام حرف جر و(نا) ضمير في محل جر متعلق بحال من (عيدا) وهو خبر الناقص منصوب (لأول) جار ومجرور بدل من (لنا) بإعادة الجار و(نا) مضاف إليه الواو عاطفة (آخرنا) معطوف على أولنا ويعرب مثله الواو عاطفة (آية) معطوف على (عيدا) منصوب (من) حرف جر والكاف ضمير في محل جر متعلق بنعت لآية الواو عاطفة (ارزق) مثل أنزل و(نا) ضمير مفعول به الواو استئنافية (أنت) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (خير) خبر مرفوع (الرازقين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء.
جملة (قال عيسى....) لا محلّ لها استئنافية.
وجملة (اللهم وما في حيّزها) في محل نصب مقول القول.
وجملة (أنزل علينا....) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة (تكون... عيدا) في محل نصب نعت لمائدة.
وجملة (ارزقنا) لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة (أنت خير...) لا محلّ لها استئنافية.
الصرف:
(عيدا)، اسم مشتقّ من العود بفتح العين وسكون الواو لأنه يعود كلّ سنة، ففيه إعلال قلبت الواو ياء لمجيئها ساكنة بعد كسر، وأصله عود بكسر العين وسكون الواو، ولكنهم صغّروه على عييد وجمعوه على أعياد وذلك فرقا بينه وبين عود الخشب.
(الرازقين)، جمع الرازق وهو اسم فاعل من رزق يرزق باب نصر، وزنه فاعل.
الفوائد:
1- اختص المنادي إذا كان لفظ الجلالة بأمور ليست لغيره من أقسام المنادي. منها أن همزة لفظ الجلالة تقطع وجوبا نحو قولنا (يا اللّه).
ومنها أن الأكثر حذف حرف النداء مع لفظ الجلالة والتعويض عنه بميم مشدّدة مفتوحة، للدلالة على التعظيم نحو: (اللهم ارحمنا).
ثالثا: لا يجوز وصف لفظ الجلالة عند ما ينادى لا على اللفظ ولا على المحل وهذا هو الصحيح لدى الجمهور، وقد حملوا قوله تعالى: (اللَّهُمَّ، فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) على أنه نداء ثان، أي يا فاطر السماوات والأرض.
2- يستعمل لفظ (اللهم) على ثلاثة أنحاء:
الأول: أن يكون للنداء المحض نحو: (اللهم اغفر لي).
الثاني: أن تأتي تمكينا للجواب في نفس السامع كأن يقال لك: أخالد فعل هذا فتقول: اللهم نعم.
الثالث: أن تذكر للدلالة على ندرة الشيء وقلة وقوعه كقولك للمجاهد: إن اللّه سيثيبك على عملك اللهم إن أخلصت النية فيه.
ومن شاء أن يتكثّر من فقه النحو فعليه ببحث النداء في المطولات.

.إعراب الآية رقم (115):

{قالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُها عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ (115)}.
الإعراب:
(قال اللّه) مثل قال عيسى،، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل والياء ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (منزّل) خبر مرفوع و(ها) ضمير مضاف إليه (على) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق باسم الفاعل منزّل الفاء عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يكفر) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بعد) ظرف زمان مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب متعلّق ب (يكفر)، (منكم) مثل عليكم متعلّق بحال من فاعل يكفر الفاء رابطة لجواب الشرط (إنّي أعذّبه) مثل إنّي منزّلها (عذابا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو اسم مصدر منصوب (لا) نافية (أعذّب) مضارع مرفوع- وكذلك الأول- والهاء ضمير في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو ضمير المصدر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (أحدا) مفعول به منصوب (من العالمين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (أحدا)، وعلامة الجرّ الياء.
جملة (قال اللّه....): لا محلّ لها استئنافية.
وجملة (إنّي منزّلها): في محلّ نصب مقول القول.
وجملة (من يكفر...): في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة (يكفر....): في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة (إنّي أعذّبه....): في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة (أعذّبه (الأولى): في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة (أعذّبه (الثانية): في محلّ نصب نعت ل (عذابا).
الصرف:
(منزّلها)، اسم فاعل من نزّل الرباعيّ، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة.
(عذابا)، اسم مصدر للفعل عذّب الرباعيّ، مصدره القياسيّ تعذيب.
الفوائد:
- (فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ).
للنحاة اهتمام بهذين الظرفين (قبل وبعد) نلخص لك ما ورد حولهما من بحث وتمحيص أنهما ظرفان للزمان ينصبان على الظرفية أو يجّران بمن نحو: (جئت قبل الظهر أو بعده ويصح من قبله أو بعده).
وقد يأتيان للمكان نحو: (داري قبل دارك أو بعدها) وهما معربان نصا أو مجروران بمن.
ويبنيان على الضم إذا قطعا عن الاضافة لفظا وبقي المعنى ملحوظا، كما هو في الآية المذكورة. فقد بقي المضاف إليه في النية والتقدير أي من بعد نزول المائدة ومثل ذلك قوله تعالى: (للّه الأمر من قبل ومن بعد) أي من قبل الغلبة ومن بعدها. فإن قطعا عن الاضافة لفظا ومعنى كانا معربين نحو: جئت قبلا أو بعدا ومنه قول الشاعر:
فساغ لي الشراب وكنت قبلا ** أكاد أغصّ بالماء الفرات

ولتقرير جملة هذا البحث نقول:
إذا أردت قبليّه أو بعديّه معينتين عينت ذلك بالاضافة نحو جئت قبل الشمس أو بعدها، أو بحذف المضاف إليه وبناء قبل وبعد على الضم نحو: جئتك قبل وبعد أو من بعد فالظرف هنا وإن قطع عن الاضافة لفظا لم يقطع عنها معنى. وإن أردت قبلية أو بعدية غير معينتين قلت جئتك قبلا أو بعدا أو من قبل أو من بعد وذلك بقطعهما عن الاضافة لفظا ومعنى وتنوينهما، إذ قصد بهما إلى التنكير والإبهام.

.إعراب الآيات (116- 118):

{وَإِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قالَ سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (116) ما قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (إذ قال... مريم) مرّ إعرابها، الهمزة للاستفهام (أنت) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (قلت) فعل ماض وفاعله (للناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (قلت)، (اتّخذوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل والنون للوقاية والياء ضمير مفعول به أول الواو عاطفة (أمّ) معطوف على ضمير المتكلّم تبعه في النسب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء والياء مضاف إليه (إلهين) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الياء (من) حرف جرّ (دون) مجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (إلهين)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (قال) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره أسبّح، والكاف ضمير مضاف إليه (ما) نافية (يكون) مضارع ناقص مرفوع اللام حرف جرّ والياء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر يكون مقدّم (أن) حرف مصدريّ ونصب (أقول) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (ليس) فعل ماض ناقص جامد، واسمه ضمير مستتر تقديره هو يعود على ما (لي) مثل الأول متعلّق بحقّ، الباء حرف جرّ زائد (حقّ) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ليس.
والمصدر المؤوّل (أن أقول) في محلّ رفع اسم يكون مؤخّر.
(إن) حرف شرط جازم (كنت) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط... والتاء اسم كان (قلت) فعل ماض وفاعله والهاء ضمير مفعول به الفاء رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (علمت) مثل قلت (تعلم) مضارع مرفوع، والفاعل أنت (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (في نفس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما والياء مضاف إليه الواو عاطفة (لا) نافية (أعلم ما في نفسك) مثل تعلم... نفسي (إنّك أنت علّام الغيوب) مرّ إعرابها.
جملة (قال اللّه....): في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة (يا عيسى...): في محلّ نصب مقول القول.
وجملة (أأنت قلت...): لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة (قلت للناس...): في محلّ رفع خبر أنت.
وجملة (اتّخذوني...): في محلّ نصب مقول القول.
وجملة (قال...): لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (أسبح) سبحانك): لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.
وجملة (يكون لي): في محلّ نصب مقول القول.
وجملة (أقول...): لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ.
وجملة (ليس لي بحقّ): لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة (كنت قلته...): لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة (قلته): في محلّ نصب خبر كنت.
وجملة (قد علمته): في محلّ جزم جواب الشرط.
وجملة (تعلم...): لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة (لا أعلم): لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
وجملة (إنّك... علّام...): لا محلّ لها تعليليّة.
(117) (ما) نافية (قلت) مثل الأولى (لهم) مثل لي متعلّق ب (قلت)، (إلّا) أداة حصر (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به، (أمرت) مثل قلت والنون للوقاية والياء ضمير مفعول به الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أمرت)، (أن) حرف مصدريّ، (اعبدوا) مثل اتّخذوا (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (ربّ) نعت للفظ الجلالة منصوب مثله وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء والياء ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (ربّكم) معطوف على ربّي منصوب مثله.. وكم مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أن اعبدوا) في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو.. والجملة الاسميّة مفسّرة للضمير في (به).
الواو استئنافيّة (كنت) مثل الأول (على) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (شهيدا) وهو خبر كنت منصوب (ما) حرف مصدريّ (دمت) فعل ماض ناقض واسمه (فيهم) مثل عليهم متعلّق بمحذوف خبر ما دمت.
والمصدر المؤوّل (ما دمت فيهم) في محلّ نصب على الظرفيّة الزمانية متعلّق ب (شهيدا).
الفاء عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بمضمون الجواب أي راقبتهم (توفّيت) فعل ماض وفاعله والنون للوقاية الياء ضمير مفعول به (كنت) مثل الأول (أنت) ضمير فصل لا محلّ له (الرقيب) خبر كنت منصوب (عليهم) مثل الأول متعلّق بالرقيب.
الواو استئنافيّة (أنت) ضمير منفصل مبتدأ (على كلّ) جارّ ومجرور متعلّق بشهيد (شيء) مضاف إليه مجرور (شهيد) خبر المبتدأ مرفوع.
جملة (ما قلت لهم...): لا محلّ لها استئناف في معرض قول عيسى.
وجملة (أمرتني): لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة (اعبدوا): لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة (كنت... شهيدا): لا محلّ لها استئناف في معرض قول عيسى.
وجملة (دمت فيهم): لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة (توفّيتني): في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة (كنت... الرقيب): لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة (أنت... شهيد): لا محلّ لها استئناف في معرض قول عيسى.
(118) (إن) مثل الأول (تعذّب) مضارع مجزوم فعل الشرط و(هم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت الفاء رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و(هم) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (عباد) خبر مرفوع والكاف ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (إن تغفر) مثل إن تعذّب (لهم) مثل الأول متعلّق ب (تغفر)، (فإنّك) مثل فإنّهم (أنت) ضمير فصل، (العزيز) خبر إنّ مرفوع (الحكيم) خبر ثان مرفوع.
وجملة (إن تعذّبهم...): لا محلّ لها استئناف في معرض قول عيسى.
وجملة (إنّهم عبادك): في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة (إن تغفر لهم): لا محلّ لها معطوفة على جملة إن تعذّبهم.
وجملة (إنّك... العزيز): في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
البلاغة:
1- المشاكلة: في قوله تعالى: (وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ) فقوله: (في نفسك) للمشاكلة.
والمراد تعلم معلومي الذي أخفيه في قلبي فكيف بما أعلنه ولا أعلم معلومك الذي تخفيه وسلك في ذلك مسلك المشاكلة كما في قول الشاعر:
قالوا اقترح شيئا نجد لك طبخه ** قلت اطبخوا لي جبة وقميصا

إلا أن ما في الآية كلا اللفظين وقع في كلام شخص واحد وما في البيت ليس كذلك.
1- فن التخيير: في قوله تعالى: (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
وهو فن من فنون البلاغة، منقطع النظير، صعب الإدراك. وحدّه أن يأتي الشاعر أو الناثر بفصل من الكلام أو بيت من الشعر يسوغ أن يقفّى بقواف شتى فيتخير منها قافية- مرجحة على سائرها ويستدل بإيثاره إياها على حسن اختياره وصدق حسه. وهو في هذه الآية حيث البداهة البدائية تقضي بأن تكون الفاصلة (إنك أنت الغفور الرحيم) لملاءمتها لقوله: (إِنْ تَغْفِرْ) ولكن هذا الوهم الناجم عن هذه البداهة سرعان ما يزول أثره عند ما يذكر المتوهم أن هؤلاء قد استحقوا العذاب دون الغفران، فيجب أن تكون الفاصلة: (الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
الأصمعي والأعرابي:
كان يقرأ الأصمعي يوما (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما جَزاءً بِما كَسَبا نَكالًا مِنَ اللَّهِ) وختم الآية بقوله: (والله غفور رحيم) وكان يسمعه اعرابي فاعترضه وخطأه فراجع الأصمعي الآية فإذا بها (وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) فقال للاعرابي: كيف عرفت ذلك؟ فقال: يا هذا: عزّ فحكم فقطع ولو غفر ورحم لما قطع. فدهش الأصمعي وأفحم. فتأمّل...!